بِالْوادِ» (١) ، ولعله ـ فيما يرى البعض ـ وادي القرى (٢) ، أحد الأودية التي تتخلل سلسلة جبال حسمى ، ومن بينها جبل إرم ، والذي يسمى الآن «رمّ» ، ويكوّن الحد الشمالي للحجاز ، وعنده يوجد الكثير من الماء (٣) ، أضف إلى ذلك أن ياقوت قد ذكر جبلا سماه «جش إرم» ـ عند أجأ أحد جبلي طيء ـ أملس الأعلى ، سهل ترعاه الإبل ، وفي ذروته مساكن لعاد وارم ، فيه صور منحوتة من الصخر (٤) ، ورغم أن ياقوت قد فرق هنا بين عاد وإرم ، وجعلهما قومين ، إلا أن «الواو» هنا ربما كانت زيادة من الناسخ (٥) ، ومنها (رابعا) وجود أسماء محلات أخرى ، عثر فيها على نقوش وتماثيل ، وصفت في الكتب العربية بأنها مساكن قوم عاد (٦).
ومنها (خامسا) أن حفائر «هورسفيلد» في جبل «رم» ـ على مبعدة ٢٥ ميلا إلى الشرق من العقبة ـ وكذا حفائر «سافينياك» واكتشافات «جليدن» ، قد أثبتت أن هذا المكان هو موضع «إرم» ، الوارد ذكره في القرآن الكريم ، وقد حلّ به الخراب قبل الإسلام ، ومن ثم فلم يبق منه عند ظهور الإسلام غير «عين ماء» كان ينزل عليها التجار ورجال القوافل الذين كانوا يمرون بطريق «الشام ـ مصر ـ الحجاز» (٧) ، بل قد يفهم من نص «لأبي شامة» ، أنه في الفترة التي كان الصليبيون يحتلون فيها حصن «الكرك والشويك» ، كان الجيش المصري يعسكر عند جبل
__________________
(١) سورة الفجر : آية ٩
(٢) انظر : ابن كثير ١ / ١٣٠ ، أبو الفداء ١ / ١٢ ، البكري ٢ / ٤٢٦ ، الطبري ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، ابن الأثير ١ / ٨٩ ، ياقوت ٢ / ٢٢١ ، المعارف ص ١٤ ، تاريخ الخميس ص ٨٤ ، روح المعاني ٨ / ١٦٢ ، ١٤ / ٧٦
(٣) الويس موسل : شمال الحجاز ص ٥٧ ، ١٣٠
(٤) ياقوت ٢ / ١٤١
(٥) جواد علي ١ / ٣٠٦
(٦) جواد علي ١ / ٣٠٦
(٧) جواد علي ١ / ٣٠٦ ، وكذا Revue Biblique, XLI, ٢٣٩١, P. ١٨٥, XLII, ٣٣٩١, P. ٥٠٤, XLI, II, ٤٣٩١, P. ٢٧٥.