وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو اليمان الحكم بن نافع [نا](١) صفوان بن عمرو ، عن عبد الرّحمن بن جبير ، أن أبا بكر الصّدّيق كان جهز بعد النبي صلىاللهعليهوسلم جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة فحدث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وكتب : أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل ، فأقبل خالد مغذا جوادا ، فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى ضمير (٢) فوجد المسلمين معسكرين بالجابية وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له ، ففي ذلك يقول قائلهم :
ألا يا صبحينا قبل خيل أبي بكر |
|
لعل منايانا قريب وما ندري (٣) |
انتهى حديث البيهقي وزاد ابن اللالكائي : فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء وسارت الرّوم من أنطاكية وحلب وقنسرين (٤) وحمص وما دون ذلك ، وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الرومية إلى الناس بمن كان معه.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب ، قالا : أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عائذ قال الوليد : فحدثني يحيى ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه : أن المسلمين ساروا
__________________
(١) زيادة عن خع.
(٢) ضمير بالتصغير ، موضع قرب دمشق ، قيل : هو قرية وحصن في آخر حدود دمشق ما يلي السماوة.
(٣) فتوح البلدان ص ١١٤ برواية :
ألا عللاني قبل جيش أبي بكر
ونسبه إلى حرقوص بن النعمان البهراني ، من قضاعة. قال : وقال بعض الرواة أن المغني بهذا البيت رجل ممن أغار عليه خالد من بني تغلب.
(٤) قنسرين : مدينة كانت بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت).