شيء فاحفظ عني ثلاث خلال : انظر إذا هو قرأ كتابي هذا ، هل يذكر الليل والنهار ، وهل يذكر كتابه إليّ ، وانظر هل ترى في ظهره علما؟ قال : فأقبلت حتى أتيته وهو بتبوك في حلقة من أصحابه منتحين فسألت فأخبرت به. فدفعت إليه الكتاب ، فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب. فلما أتى على قوله : دعوتني إلى جنة عرضها السّماوات والأرض ، فأين النار؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا جاء الليل فأين النهار»؟ قال : فقال : «إني قد كتبت إلى النجاشي فحرقه ، فحرقه الله محرّق الملك». فقال عباد : فقلت لابن خثيم : أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة إلى أصحابه فصلى عليه؟ قال : بلى ، ذلك فلان بن فلان وهذا فلان بن فلان ، قد ذكرهما ابن خثيم جميعا ونسيتهما. وكتبت إلى كسرى كتابا فمزقه فمزقه الله ممزق الملك. وكتبت إلى قيصر كتابا فأجابني فيه ، فلن يزال الناس يخشون (١) منهم بأسا ما كان في العيش خير ، ثم قال لي : ممّن أنت؟ قلت : من تنوخ قال : يا أخا تنوخ هل لك في الإسلام قلت : لا ، إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين. ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع إليهم. قال : فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو تبسّم فلما قضيت حاجتي قمت. فلما ولّيت دعاني ، فقال : يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به. قال : وكنت نسيتها فاستدرت من وراء الحلقة وألقى بردة كانت عليه عن ظهره ، فرأيت على غضروف كتفه مثل المحجم الضخم [٤٣٧].
وأخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن القشيري ، نا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أخبركم أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا حوثرة بن أشرس ، نا حمّاد بن سلمة ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (٢) ، عن سعيد بن أبي راشد ، قال : كان رسول قيصر جارا لي في ـ وقال ابن المقرئ جاء إليّ وقالا : ـ زمن يزيد بن معاوية. فقلت له : أخبرني عن كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى قيصر. فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه كتابا يخيّره بين إحدى ثلاث : إما أن يسلم وله ما في يديه ـ وقال ابن حمدان : يده ـ من ملكه ، وقال : وإمّا أن يؤدّي الخراج ، وإما أن يأذن
__________________
(١) عن مسند أحمد ٤ / ٧٥.
(٢) بالأصل «خيثم» والصواب ما أثبت ، انظر ما تقدم فيه قريبا.