قال : وأخبرني عمرو بن محمد بن الغاز الجرشي ، نبأنا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، قال : خاصم النصارى حسّان بن مالك الكلبي إلى عمر بن عبد العزيز في كنيسة بدمشق. فقال له عمر : إن كانت من الخمسة عشر (١) كنيسة التي في عهدهم فلا سبيل لك إليها.
قال ابن المعلّى : حدثني عمر بن محمد ، أنبأنا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة ، قال : خاصمت العرب في كنيسة بدمشق يقال لها كنيسة ابن نصر (٢) كان معاوية نطعهم إياها. فأخرجهم عمر بن عبد العزيز منها فدفعها إلى النصارى. فلما ولي يزيد ردّها إلى بني نصر.
قال ابن المعلّى : وقرأت كتاب سجل (٣) من يحيى بن حمزة لتينك (٤) نصارى قصبة (٥) دمشق أنه ذكروا له أنه شجر (٦) بينهم وبين رئيسهم في دينهم وجماعتهم من أهل القرى وعتاقة العرب (٧) والغرباء اختلاف وفرقة ، وأنهم غلبوهم على كنائسهم وسألوا الوفاء لهم (٨) بما في عهدهم وكتابه الذي كتبه لهم خالد بن الوليد عند فتح مدينتهم ، فدعوتهم بحجتهم فأتوني (٩) بكتاب خالد بن الوليد لهم فيه :
بسم الله الرّحمن الرحيم. هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق يوم فتحها.
أعطاهم أمانا لأنفسهم ولأموالهم وكنائسهم لا نهدمنّه ولا نسكننّه (١٠) لهم على ذلك ذمة الله ، وذمة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين ألّا يعرض لهم أحد إلّا بخير إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
__________________
(١) الصواب : الخمس عشرة.
(٢) عن خع وبالأصل «نضر» وفي مختصر ابن منظور : بني نصر.
(٣) بالأصل وخع : «سحل بن يحيى» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٩٠.
(٤) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «لبنك» وبقي مكانها بياضا في المطبوعة.
(٥) عن المختصر ، وبالأصل : «قصة» وفي خع : «قضية» وبقيت بياضا في المطبوعة.
(٦) عن المختصر والمطبوعة ، وبالأصل وخع : سحر.
(٧) عن خع ، وبالأصل «والعرب» وسقطت اللفظة من المطبوعة.
(٨) عن المختصر والمطبوعة ، وبالأصل وخع : بهم.
(٩) عن خع وبالأصل : «فأتوا بي» تحريف.
(١٠) عن المختصر وبالأصل وخع : تسكنه.