فلو كنت سألت الله أن يغفر الله (١) تعالى لعبده ابن عبّاس يوم يحشر البشر. فمن أتى ذلك الموضع فلا يقصّر عن الصّلاة والدعاء فيه فإنه موضع الحوائج. ومن أراد أن يرى (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٢) فليأت النيرب (٣) الأعلى بين النهرين ، وليصعد إلى الغار في جبل قاسيون فيصلي فيه ، فإنه بيت عيسى [وأمه](٤) وهو كان معقلهم من اليهود. ومن (٥) أراد أن ينظر إلى إرم فليأت نهرا في حفر (٦) دمشق يقال له بردا. ومن أراد أن ينظر إلى المقبرة التي فيها مريم ابنة عمران ، وابنها ، والحواريّون فليأت مقبرة الفراديس.
وروي عن الزّهري أنه قال : لو يعلم الناس ما في مغارة الدّم من (٧) الفضل لما هناهم (٨) طعام ولا شراب إلّا فيها.
وذكر أبو الفرج محمد بن عبد الله بن المعلّم ـ وسمعت أبي ، أنبأنا محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين يذكر أن بيننا وبينه قرابة ، وأنّ الأرض التي لنا ببيت سابا (٩) كانت له ، وإنها انتقلت إلينا بالأدب منه. فلم أسأله عن وجه القرابة بيننا وبينه لصغري ـ فذكر أبو الفرج أنه ابتدأ بناء الكهف في سنة سبعين وثلاثمائة قال : وبالله اعتصم من الكذب ، وأسأله أن ينطق لساني بالصّدق ، رأيت جبريل عليهالسلام في المنام فقال لي : إن الله تعالى [يأمرك](١٠) أن تبني مسجدا يصلّى فيه له ، ويذكر اسمه ، وهو هذا. فقلت : وأين هذا الموضع؟ فسار إلى هذا الموضع الذي سميته أنا كهف جبريل. قلت : أنّى لي بذلك؟ قال : إن الله تبارك وتعالى سيوفق لك من يعينك عليه.
__________________
(١) كذا بالأصل وخع ، ولم ترد في المختصر.
(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ٥٠.
(٣) بالأصل وخع رسمها : السرب ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٤) سقطت من الأصلين واستدركت عن مختصر ابن منظور ١ / ٢٨٢.
(٥) بالأصل وخع : «من» والمثبت مع الواو عن المختصر.
(٦) الحفر المكان الذي حفر كخندق أو بئر (قاموس) وفي المطبوعة : ٢ / ١١٠ في حضن دمشق.
(٧) عن المختصر وبالأصل وخع «في».
(٨) كذا بالأصل وخع ، وفي المختصر : «هنأ بهم» وفي المطبوعة : هنأ لهم.
(٩) بيت سابا : من إقليم بيت الآبار عند جرمانوس ، كانت ليزيد بن معاوية (معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر).
(١٠) زيادة عن المختصر ١ / ٢٨٢.