قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ مدينة دمشق [ ج ٢ ]

تاريخ مدينة دمشق

الاجزاء

تحمیل

تاريخ مدينة دمشق [ ج ٢ ]

10/423
*

نصر ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي ، نا أبو عبد الله محمد بن عائذ قال : سمعت العطّاف بن خالد المخزومي ، حدثني واقد بن محمد بن زيد قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثا إلى الشام فخرج معهم حتى بلغ ثنيّة الوداع ثم قال : «اخرجوا بسم الله ، فقاتلوا في سبيل الله عدو الله وعدوكم ، إنكم ستدخلون الشام فستجدون رجالا في الصوامع (١) معتزلين للناس فلا تعرضوا لأحد منهم إلّا بخير ، وستجدون آخرين للشياطين في رءوسهم مفاحص ، فافلقوا هامهم بالسيوف ، لا تقتلنّ كبيرا ولا فانيا ولا صغيرا ضرعا ، ولا تقتلنّ امرأة ولا تغرقن نخلا» [٤١٥].

وهذان إسنادان مرسلان والمحفوظ أن هذه وصيّة أبي بكر رضي‌الله‌عنه.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطّان ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب ، نا أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة ، قال : ثم صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعني ـ من عمرة القضاء إلى المدينة فمكث بها ستة أشهر ثم بعث جيشا إلى مؤتة وأمّر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب أميرهم ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم. فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغسّاني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم بها تنوخ وبهراء فأغلق سبرة (٢) دون المسلمين الحصن ثلاثة أيّام. ثم خرجوا فالتقوا على درع (٣) أحمر فاقتتلوا قتالا شديدا فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ، ثم أخذ جعفر بن أبي طالب فقتل ، ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقتل ، ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين. وبعثهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جمادى الأولى وزعموا والله أعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : مرّ جعفر بن أبي طالب في الملائكة يطير مع الملائكة كما يطيرون ، له جناحان ، وقتل يومئذ من المسلمين من

__________________

(١) الصوامع جمع صومعة ، وهي بيعة النصارى.

(٢) كذا بالأصول ، وفي دلائل النبوة للبيهقي : ٤ / ٣٦٤ ابن أبي سبرة.

(٣) كذا بالأصول ، وفي دلائل البيهقي : «ذرع» وفي المطبوعة : «ردع» ولم يحلها.