فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدماً وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم.
فإذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه ثم يسأل عما يعلم ، ـ أي ما يجب أن يعلم ـ فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله صلى الله عليه وآله فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها.
قال : قلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟
قال : هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فيقول : وطئ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض ، والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري ، فأما إذا وليتك فستعلم ما ذا أصنع بك فتفسخ له مد بصره» (١).
٣ ـ حديث الامام الصادق عليه السلام انه قال :
«منكم والله يقبل ولكم والله يغفر إنه ليس بين أحدكم ـ أي أنتم الشيعة ـ وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه ها هنا ـ وأومأ بيده إلى حلقه ـ ثم قال :
إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلي عليه السلام وجبرئيل ، وملك الموت عليه السلام ، فيدنو منه علي عليه السلام فيقول : يا رسول الله إن هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه ، ويقول جبرئيل لملك الموت : إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به.
فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان براءتك ،
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ، ص ١٢٩ ، ح ٢.