سكرات الموت
لا شكّ أنّ الموت للمؤمن المطيع راحة ولذّة ، ولكن لغيره غمرات وسكرات لا يتحمّل ألمه.
١ ـ ففي حديث الامام الصادق عليه السلام :
«إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْثَقَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَلَوْ لا ذَلِكَ مَا اسْتَقَرَّ» (١).
٢ ـ حديث الامام الصادق عليه السلام :
«أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيه اشْتَكَى عَيْنُهُ ، فَعَادَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ فَإِذَا هُوَ يَصِيحُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى اللهٌ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجَزَعاً أَمْ وَجَعاً؟
فَقَالَ : يَا رَسوُلَ اللهِ مَا وَجِعْتُ وَجَعاً قَطُّ أَشّدَّ مِنْهُ.
فَقَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ لِقَبْضِ رُوحِ الْكَافِرِ نَزَلَ مَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ نَارٍ فَيَنْزِعُ رُوحَهُ بِهِ ، فَتَصِيحُ جَهَنَّمُ.
فَاسْتَوَى عَلَيُّ عَلَيهِ السلام جَالِساً ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَعِدْ عَلَيَّ حّدِيثَكَ ، فَلَقَدْ أَنْسَانِي وَجَعِي مَا قُلْتَ ...
ثُمَّ قَالَ : هَلْ يُصِيبُ ذَلِكَ ، أَحَداً مِنْ أُمَّتِكَ؟
قَالَ : نَعَمْ حَاكِمُ جَائِرٌ ، وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً ، وَشَاهِدُ زُورٍ» (٢).
لكن الموت للمؤمن المطيع لا سكرات فيه بل هو كشرب الماء البارد في اليوم الحار ، فيه لذّة للشارب.
٣ ـ ففي حديث كنز الفوائد عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال :
__________________
(١) البحار : ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٧.
(٢) البحار : ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٤٦.