فلا انعدام في أصل البدن ، ولا في روحه
، ولا استحالة في الاعادة بجمع أجزاء البدن ونفخ الروح فيها بقدرة الله تعالى
العالم بكلّ جزء والمحيط بكلّ شيء.
ويرشدنا إلى كون الموت تفريقاً لا
انعداماً والاحياء جمعاً للأجزاء لا اعادة للمعدوم نفس البيان القرآني في قضيّة
سيّدنا إبراهيم الخليل عليه السلام قال عزّ اسمه في سورة البقرة ، الآية ٢٦٠ : (وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ
عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ
سَعْيًا).
فإنّ من المعلوم انّ الأحياء الذي بيّنه
الله تعالى لابراهيم الذي سأل عن كيفيّته كان نفخ الصور بعد تفريق أجزاء الطيور لا
انعدامها.
ويرشدنا إلى بقاء الروح وعدم فناءه حديث
الامام الصادق عليه السلام المتقدّم : «بَلْ هُوَ بَاقٍ إِلَى وَقْتٍ يُنْفَخُ
فِي الصُّورِ» .
وحتّى قد بيّنت الأحاديث الشريفة محل
بقاء تلك الأرواح وموطن اقامتها كما في حديث عبدالله بن سنان عن الامام الصادق
عليه السلام في بيان أنهار الجنّة ، جاء في الحديث :
«إِنَّ
الْمُؤْمِنَ إِذَا تُوُفِّيَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَى هَذَا النَّهَرِ وَرَعَتْ فِي
رِيَاضِهِ وَشَرِبَتْ مِنْ شَرَابِهِ وَإَنَّ عَدُوَّنَا إِذَا تُوُفِّيَ صَارَتْ
رُوحُهُ إِلَى وَادِي بَرَهُوتَ فَأُخْلِدَتْ فِي
عَذَابِهِ
__________________