مضافاً إلى الأدلّة السالفة القطعيّة
يحكم العقل أيضاً في أحكامه اللزوميّة بيوم المعاد وقيامة العباد لوجوه ذكرنا
بعضها في مبحث العقائد
وهي :
أولاً : أن الكون كما نراه ونجده مبنى
على أساس العدل ونظم العدالة ، وبالعدل قامت السماوات والأرض.
ومضافاً إلى كون قيام السماوات والأرض
على نظام العدل والحق أمراً وجدانيّاً عقليّاً يستفاد هذا النظام من بعض الأحاديث
الشريفة أيضاً.
ففي الحديث النبوي :
«بِالعَدلِ
قامَتِ السموات وَالأَرض»
.
وفي الحديث العلوي :
«فانّ
الحقّ به قامَتِ السموات وَالأرض»
.
وما من خلل يخالف العدل إذا وقع في
الكون إلاّ وظهرت مساويه ، وبدت مفاسده.
وعلى هذا النظام الأساسي يُلزم العقل
باستقرار العدل بمعاقبة المجرم ، وإثابة المحسن.
ومن المعلوم أنّه لا تحصل هذه الحقيقة ،
ولم يتحقّق هذا الحق في هذا العالم بالبداهة ...
فلابدّ وأن يتشكّل عالمٌ يُقضى فيه
بالعدل ، ويحكم فيه بالانصاف ، فينتصف من الظالم ، ويُنتصر للمظلوم.
ولولاه لذهبت حقوق العباد ، وضاعت
الدماء بالفساد وهو ظلمٌ لا يقبله العقل في جزء حقير وزمانٍ يسير في هذا الكون ، فكيف
بمرّ الأجيال في الأزمنة الطوال ، على ظهر
__________________