«إنما
خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله
أبداً».
ثالثاً : انّ عِظَم حجم المعصية والكفير
والجحود تناسب العذاب الخالد المؤيّد الذي لا نهاية له ، فالعصيان العظيم يقتضي
العذاب العظيم تناسب الجزاء مع الذنب حيث جُحد الخالق المتفضّل والمالك الحقيقي
والمنعم المبتدي بالنعم ، وعُصي من لا نهاية لعظمته فيناسب أن يكون لا نهاية في
عقاب معصيته.
«أنا
صاحب الدواهي العظمى ، أنا الذي على سيده اجترى ، أنا الذي عصيت جبار السماء».
خصوصاً وان بعض المعاصي اعلان الحرب مع
الله تعالى كقضيّة قارون الواردة في البحار : ج ١٣ ، ص ٢٥٦ الذي كان يريد هدم دين
موسى الذي كان دين الله تعالى.
قال المحقّق الكراجكي في مناظراته كما
في المناظرات : ج ١ ، ص ١٠٢ (انّ المعاصي تتعاظم في نفوسنا على قدر نعم المَعصىّ).
رابعاً : أنّ دوام الجزاء وخلوده نتيجة
لنفس عمل الانسان ، وأثرٌ طبيعي لفعل شخص العامل خيراً أو شرّاً.
فبعض الأعمال الصالحة تتجسّم إلى نعيم
دائم لعامله ككلمة لا إله إلّا الله والصلاة ، وبعض الأعمال السيّئة تتجسّم إلى
عذابٍ دائم لفاعله كآكل مال اليتيم .
ويكون هذا العمل صالحاً أو سيّئاً بفعل
نفسه وصنع نفس المكلّف ، من دون أن يكون ظلمٌ من الله جلّ جلاله ، فالدنيا مزرعة
الآخرة.
__________________