المباشرة لفصم ذلك
التقليد الديني الذي احتاط به رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
، ليكون حائلاً دون امثال هذه المآسي والاحداث المؤسفة في الاسلام.
وهل كانت « فجائع العترة » الفريدة من
نوعها ـ بالقتل والصلب والسبي والتشريد ـ الا اثر الخطأة الاولى ، التي خولفت بها
سياسة النبي (ص) فيما اراده لامته ولعترته ، وفيما حفظ به امته وعترته جميعاً ، لو
انهم اطاعوه فيما اراد.
ولكنهم جهلوا مغزى هذه السياسة البعيدة
النظر ، فكرهوا اجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد ، انصهاراً بسياسة اخرى.
وكانت هي المعذرة الظاهرة التي لم يجدوا
غيرها معذرة يبوحون بها للناس. اما معذرتهم الباطنة ، فلا يعلم بها الا العالم
ببواطن الامور وهي على الاكثر لا تعدو الذكريات الدامية في حروب الدعوة الاسلامية
، أو الحسد الذي « يأكل الدين كما تأكل النار الحطب » ـ كما في الحديث الشريف ـ.
وكان حب الرياسة وشهوة الحكم ، شر أدواء
الناس وبالاً على الناس ، وأشدها استفحالاً في طباع الاقوياء من زعماء ومتزعمين.
وما النبوة ولا الامامة بما هما ـ منصب
إلهي ـ من مجالات السياسة بمعناها المعروف ، وكل سياسة في النبوة أو في شيء من
ذيولها الادارية ، فهو دين والى الدين. والمرجع الوحيد في كل ذلك ، هو صاحب الدين
نفسه ، وكلمته هي الفصل في الموضوع.
ولكي تتفق معي على مسيس اتصال هذه
المناسبة بموضوعنا اتصالاً وشيجاً ، عليك ان تتطلع الى اللغة المتظلمة الناقمة
التي ينكشف عنها الحسن بن علي عليهماالسلام
في هذا الشأن ، بما كتبه الى معاوية ، ابان البيعة له في الكوفة. قال :