إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

صلح الحسن عليه السلام

صلح الحسن عليه السلام

صلح الحسن عليه السلام

تحمیل

صلح الحسن عليه السلام

80/400
*

ودل التتبع في مختلف الفترات التاريخية ، على أن لانتصار الدين في المجتمع شأناً كبيراً في تدرج الاخلاق. ذلك لان الشعوب تنطبع على غرار قادتها ، وتكيّف بأهداف قوانينها. ولو لم يكن للدين الا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتنزيه النفس عن الطمع بالمادة ، لكفى.

أما هذا النفر من بقايا الجاهلية ، فقد كانوا ـ كغيرهم من دعاة الطبقية ـ مطبوعين على المحافظة والتمسك بعادات الآباء والجدود والنظم البالية والاوضاع الظالمة. وكانوا من الدين الجديد خصومه الالداء في ابان دعوته ، ثم نظروا اليه كوسيلة الى الدنيا ، ابان اعتناقهم له.

وضاعت تحت ظل هذه النوازع أهداف الدين ، وخسر المجتمع تدرّجه الى الصلاح المنشود ، فاذا بالناس عند مطامع الدنيا « والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم ، فاذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون ».

ولآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله رسالتهم التي لا يتراجعون عنها ، لانقاذ الناس لا لنفع أنفسهم ، ولاقامة حامية الدين لا اقامة عروشهم ، وصيانة المعنويات لا صيانة ذاتياتهم.

فاذا كان معاوية لا يزال يعاند هذه الاهداف ويحارب المنادين بها ، ثم يظل منفرداً عن المسلمين ببغيه وعدوانه ، مأخوذاً بشهوة الحكم مأسوراً بحب الاستئثار في مشاعره ومذاهبه ، فَليَسرِ الحسنُ اليه بالمسلمين ، وليحاكمه الى اللّه ، وكفى باللّه حكماً.

قال أبو الفرج الاصفهاني : « وكان أول شيء أحدثه الحسن عليه‌السلام أنه زاد المقاتلة مائة مائة. وقد كان علي عليه‌السلام فعل ذلك يوم