اذا كان الدين في الاسلام ، هو ما يبلّغه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لانه الذي لا ينطق عن الهوى « ان هو الا وحي يوحى » ، واذا كان الخليفة في الاسلام هو من يعيّنه النبي للخلافة ، لانه المرجع الأعلى في الاثبات والنفي ، فالحسن بن علي ، هو الخليفة الشرعي ، بايعه الناس أو لم يبايعوه.
ذكره رسول اللّه صلىاللهعليهوآله باسمه في سلسلة أسماء خلفائه الاثني عشر ، كما تضافر به الحديث عنه ، فيما رواه علماء السنة (١) ، وفيما أجمع على روايته علماء الشيعة ، وفيما اتفق عليه الفريقان ، من قوله له ولاخيه الحسين : « انتما الامامان ولأُمَّكما الشفاعة (٢) ». وقوله وهو يشير الى الحسين : « هذا امام ابن امام أخو امام أبو أئمة تسعة (٣) » ـ الحديث ـ.
وأمره أبوه أمير المؤمنين ـ منذ اعتل ـ أن يصلي (٤) بالناس ، وأوصى اليه عند وفاته قائلاً : « يا بنيّ أنت ولي الامر وولي الدم ، وأشهد على وصيته الحسين ومحمداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ودفع اليه الكتاب والسلاح ، ثم قال له : « يا بنيّ أمرني رسول اللّه أن اوصي اليك ، وأن أدفع اليك كتبي وسلاحي ، كما أوصى اليّ رسول اللّه ودفع اليّ
__________________
١ ـ تجد ذلك مفصلاً في ينابيع المودة ( ج ٢ ص ٤٤٠ ) فيما يرويه عن الحمويني في فرائد السمطين ، وعن الموفق بن احمد الخوارزمي في مسنده. وروى ذلك ابن الخشاب في تاريخه وابن الصباغ في « الفصول المهمة » ، والحافظ الكنجي في « البيان ». وأسعد بن ابراهيم بن الحسن بن علي الحنبلي في « أربعينه ». والحافظ البخاري ( خاجه بارسا ) في « فصل الخطاب ».
٢ ـ الاتحاف بحب الاشراف ، للشبراوي الشافعي ( ص ١٢٩ ط مصر ) ونزهة المجالس. للصفوري الشافعي ( ج ٢ ص ١٨٤ ).
٣ ـ ابن تيمية في منهاجه ( ج ٤ ص ٢١٠ ).
٤ ـ المسعودي ( هامش ابن الاثير ج ٦ ص ٦١ ).