أبعد عن النبي ، دليل الخلافة والحجة الوحيدة في ما دلفوا به من حجاج خصومهم.
وحسبوا انهم أحسنوا صنعاً للاسلام وللمصلحة العامة بفصلهم الخلافة عن بيت النبوة ، وبما فسحوا المجال لبيوتات اخرى ، تتعاون ـ بدورها ـ على غزو المنصب الديني الأعلى ، أبعد ما يكون بطبيعته عن مجالات الغزو والغلبة والاستيلاء بالقوة والعنف.
وخفي عليهم ما كان يحتاط به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لامته ولعترته ، حين سجل الخلافة في بيته.
وجاءت الاحداث ـ بعد ذلك ـ فنبهت العقول الواعية الى اخطاء القوم وصواب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
فكانت « عملية الفصل » هذه ، هي مثار الخلافات التاريخية الحمر ، بين عشاق الخلافة في مختلف الاجيال ، ومبعث مآسٍ فظيعة في المسلمين ، ومصدر انعكاسات مزرية في مثالية الاسلام ، كان المسلمون في غنى عنها لو قدّر للخلافة ـ من يومها الاول ـ ان تأخذ طريقها اللاحب الذي لا يجوز فيه اجتهاد ، ولا تمسه سياسة ، ولا يتصرف فيه احد غير اللّه ورسوله.
« وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى اللّه ورسوله امراً ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا ».
وهل كان التناحر والتطاحن المديد العمر المتوارث مع الاجيال فيما بين الاسر البارزة في المسلمين ، الا نتيجة فسح المجال لهذا او ذاك في الطماح الى غزو المقام الرفيع.
وهل كانت المجازر الفظيعة التي جابهها المسلمون في الفترات المختلفة من تاريخ الاسلام : بين بني هاشم وبني امية : وبين بني الزبير وبني امية : وبين بني العباس وبني امية : وبين بني علي وبني العباس ... الا النتيجة