الثانية عشرة : قوله تعالى :
( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) (١).
ولو كان الرسول صلّى الله عليه وآله سهى في صلاته لدخل في هذا التهديد والذمّ ، وهو محال.
وأمّا مثل قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) (٢) ، فقد نقل الطبرسي رحمه الله ، عن ابن عبّاس ، إنّ معناه : فترك (٣).
وروى الكليني رحمه الله هذا المعنى في حديث طويل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إنّما هو : فترك » ، وذلك في باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية (٤) ، وفي غيره من المواضع أيضاً (٥).
فتأويلهم عليهم السلام للنسيان هنا بالترك ، مع أنّه لا تعلّق له بالتبليغ دالّ على ما قلناه ، ومناف لجواز النسيان على المعصوم ، مضافاً إلى ما مضى ويأتي مع عدم ما يدلّ على الاثبات صريحاً.
ومثلها قوله تعالى حكاية عن موسى : ( لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ ) (٦).
وقوله تعالى حكاية عن فتاة : ( فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ
__________________
(١) سورة الماعون : ٤ و ٥.
(٢) سورة طه : ١١٥.
(٣) مجمع البيان ١٦ : ٣٢.
(٤) الكافي ١ : ٤١٦ ـ ٤٣٦.
(٥) الكافي ٢ : ٨ ح ١.
(٦) سورة الكهف : ٧٣.