مقدّمة المؤلّف
الحمد لله الّذي اختار الأنبياء والأوصياء حفظة للإيمان ، وجعلهم حجّة على الإنس والجان ، واصطفاهم على العالمين في كلّ وقت وآن ، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بنصّ القرآن ، ونزّههم عن السهو والشكّ والنسيان ، صلّى الله وسلّم عليهم [ جميعاً ] (١) في جميع الأزمان.
أما بعد ؛
فيقول [ العبد ] (٢) الفقير إلى الله الغني ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي عامله الله بلطفه الخفي : هذه رسالة في نفي السهو عن أهل العصمة عليهم السلام ، وذكر نبذة ممّا يدلّ على ذلك من الأدلّة العقليّة ، والنصوص النقليّة ، وكلام جماعة من الأصحاب في هذا الباب ، وردّ شبهة من جوّز السهو عليهم في العبادة ، وتأويل الأحاديث الّتي تدلّ على ذلك بظاهرها ، وذكر بعض نظائرها وما يناسب هذا المطلب.
والّذي دعاني إلى تأليف هذه الرسالة ، التماس بعض الأفاضل واشتباه الأمر على بعض آخر ، وكون هذه المسألة من المهمّات ، ولم أجد
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) من ج فقط.