الشَّيْطَانُ ) (١).
فقد روى المفسّرون المحدّثون إنّ المراد في الآيتين بالنسيان : الترك (٢) ، وهو دالّ على ما قلناه ، ولا شكّ أنّه أحد معانيه اللغوية ، فيجب الحمل عليه هنا لما مضى ، ويأتي.
والعجب ممّن يتأوّل جميع الآيات والروايات المنافية بظاهرها للعصمة ، ثمّ يتوقّف في مثل هذا مع وضوحه وظهورها وقرب تأويله جداً ، والآية الأخيرة لابدّ من تأويلها على قول ابن بابويه أيضاً ؛ أمّا بأن يقول : فتاه غير معصوم ، وأمّا بأن يقول : المراد ما ألزمني بتركه عمداً اشتغالي بمجاهدة الشيطان ، وأنّما كان التأويل لازماً لابن بابويه أيضاً ، لأنّه لا يجوزعليهم السهو والنسيان الحاصلين من الشيطان ، بل يقول : إنّ سهوهم من الله كما مرّ.
__________________
(١) سورة الكهف : ٦٣.
(٢) انظر : مفاتيح الغيب ٤ : ٩٢ ، أنوار التنزيل ٢ : ٥٩٨.