عياله ، لاشتهر اشتهار الشمس ، وشاع وذاع بحيث لم يتأمّل أحد فيه.
بل وصار ضروريّا ، ويكون المدار في الأعصار والأمصار عليه لغاية عموم البلوى ، وشدّة الحاجة ، ونهاية توفّر الدواعي على النقل والفعل والظهور ، لما عرفت من الأخبار من أنّ الأغنياء ما كانوا يعطون الزكاة ، ومن هذه الجهة اوتوا الفقراء فيما اوتوا.
ويرى أيضا ؛ أنّهم لا يعطون ، لأنّها أشقّ الأشياء عليهم ، وهم في غيرها مثل الصلاة وغيرها يطيعون ، ويريدون أن يكونوا من أمّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وشيعة عليّ والأئمّة عليهمالسلام ، إلّا أنّها لكمال مشقّتها وصعوبتها عليهم لا يعطون ، ويعترفون أنّهم في عدم الإعطاء مقصّرون ، يتوقّعون الشفاعة ، ويخافون العذاب والمؤاخذة ، مع أنّهم لهم عيال ، وربّما يكون عيالهم كثيرون ، ونراهم ليس لهم مضايقة في التوسعة عليهم.
بل ويرى أكثرهم يوسّعون بلا تأمّل ، ويرى الله ورسوله والأئمّة عليهمالسلام في غاية الشفقة عليهم ، عزيز عليهم عنتهم ، فضلا عن شدّة هلاكهم ، فكانوا يبالغون في إبلاغ هذا الحكم إليهم ، وإخراجهم عن المحنة والشدّة ، ونجاتهم عن النار ، وعصيان الجبّار ، ويقولون لهم صريحا أنّه يجوز ، لكم أن تصرّفوا زكاتكم في توسعة عيالكم ، لعدم وجوبها عليكم.
والتوسعة ميدانها وسيع ، فكانوا يميلون إلى ذلك ويتّفقون ، ويقولون ويعملون ، فلا يكاد يتعيّش فقير من زكاة ، سيّما بعد ملاحظة ما ذكرنا في الغارمين وغيرهم ، ولم يخف ذلك على طفل،فكيف صار العمل بعكس ذلك في الأعصار والأمصار قولاوعملا؟
هذا مع ما عرفت مكرّرا من أنّ الزكاة ليست إلّا حقّ الفقراء ، ولا يحلّ شيء