بعد كتاب الله وغيره.
وفي الصحيح عن حجّاج الخشّاب ، عن الصادق عليهالسلام : عن امرأة أوصت بمال في سبيل الله ، فقيل لها : يحجّ به ، فقالت : اجعله في سبيل الله ، فقالوا لها : نعطيه آل محمّد عليهالسلام ، قالت : اجعله في سبيل الله ، فقال عليهالسلام : «اجعله في سبيل الله كما أمرت».إلى أن قال عليهالسلام : «هاتها» ، قلت : من اعطيها؟ قال : «عيسى شلقان» (١).
مع أنّك عرفت أنّ الأصل في مستحقّها هو وأنّها لم توضع إلّا لرفع حاجته ، وأنّها حقّه حتّى أنّها تقدّم على سائر الغرماء عند قصور التركة عند الأكثر ، وتزاحمهم عند الأقلّ ، مضافا إلى التشديدات والتأكيدات في رفع حاجته ، والتحذيرات الهائلة في عدم رفعها.
وفي كالصحيح عن عقبة بن خالد قال : دخلت أنا والمعلّى وعثمان بن عمران على الصادق عليهالسلام فلمّا رآنا قال : «مرحبا بكم ، وجوه تحبّنا ونحبّها ، جعلكم الله معنا في الدنيا والآخرة» ، فقال له عثمان : جعلت فداك ؛ إنّي رجل موسر ، فقال : «بارك الله في يسارك» ، قال : ويجيء الرجل ويسألني الشيء وليس هو إبّان زكاتي؟ فقال عليهالسلام له : «القرض بثمانية عشر والصدقة بعشرة ، وما ذا عليك إذا كنت كما تقول موسرا أعطيته ، فإذا جاء إبّان زكاتك احتسبت بها من الزكاة ، يا عثمان! لا تردّه ، فإنّ ردّه عند الله عظيم ، يا عثمان! إنّك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربّه ما توانيت في حاجته ، من أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقضاء حاجة المؤمن يدفع الجنون والجذام والبرص» (٢).
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٩ / ٢٠٣ الحديث ٨١٠ ، وسائل الشيعة : ١٩ / ٣٤٠ الحديث ٢٤٧٢٦ مع اختلاف يسير.
(٢) الكافي : ٤ / ٣٤ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ٩ / ٣٠٠ الحديث ١٢٠٦٥ ، ١٦ / ٣٥٩ الحديث ٢١٧٥٩ مع اختلاف يسير.