ووقفت الأوقاف على
طلبة العلوم الدينية. وقيل إن هناك ما يقارب ستة آلاف فقيه من كبار أئمة آل مازة
عاشوا في بخارى في كنف برهان الدين.
محمد المعروف بصدر جهان وجلّهم من
الحنفية .
ومثل الفقهاء مثل المتصوفة الذين كثروا وانتشروا
وأثّروا في أدب الدولة السلجوقية حيث جعلوه مملوءا بالمعاني المجازية والاستعارات والكنايات
الإشراقية. ويمتاز العصر السلجوقي في أنه غني بالنثر الفني الذي تجاوز فيه الكتّاب
بالفارسية والعربية الأسلوب العتيق البالي وكتبوا روائع أدبية وفكرية وعرفانية.
كما أن من ظواهر هذا العهد كثرة شعراء الصوفية إلى جانب نظمهم النثري. وفيه إذا
تكرّس التأليف العرفاني الكشفي وانتشر حتى طغى على التأليف البرهاني العقلي. ولا
عجب أن نجد الغزالي (المتوفي ٥٠٥ ه) تجمع عنده طرق البرهان والعرفان والبيان
في تقاطع عجيب وأسلوب متين. ومن أشهر كتب هذا العهد المشيّد للعرفان فلسفة صوفية وجامعا
لعلوم المتفرّقة.
* كشف المحجوب لأبي الحسن الغزنوي ـ جلابي
الهجويري .
* أسرار التوحيد في مقامات أبي الخير
ألّفه حفيد الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير ، وفيه جمع أقوال جده وشرح كراماته ووصف
تدرج أحواله.
* تذكرة الأولياء لأبي بكر العطار ، وفيها
تاريخ عريض لأولياء الصوفية .
وإذا كنا أشرنا إلى
اشتداد أوار الصراع المذهبي فإن هذا الصراع قد أغنى المكتبة الدينية العقائدية
بحجاج طابعه مذهبي بين التيارات والمذاهب ونهجه اعتماد الجدل والحجج البيانية والبرهانية
، أمثال ذلك ممّا ظهر آنذاك :
__________________