حياة الغزالي وشخصيته
(٤٥٠ ـ ٥٠٥ ه / ١٠٥٩ ـ ١١١١ م)
ولد الإمام أبو حامد محمد بن أحمد الغزالي (١) في طوس ، في خراسان. فهو فارسيّ الأصل والمولد. وكان لطوس في تلك الحقبة مكانة في نفوس الناس. ففيها قبر هارون الرشيد (١٧٠ ـ ١٩٣ ه / ٧٨٦ ـ ٨٠٩ م) ، وقبر الإمام الرضا (توفي ٢٠٢ ه / ٨٢٣ م). وكانت تصل المدينة رياح التيّارات الفكريّة المتعدّدة ، فنشطت بها حركات التصوّف وزوايا التعليم.
كان والد الإمام قد حرص على تعليمه مع أخيه. ولمّا حضرته الوفاة عهد بهما إلى صديق له من المتصوّفة. فوفى بالعهد : أمانة توجيه الصبيّين وتعليمهما. وما لبث أن أرشدهما للالتحاق بالمدرسة النظاميّة ، التي أنشأها نظام الملك (توفي ٤٨٥ ه / ١٠٩٢ م) بعد أن ضاقت الأحوال بهذا
__________________
(١) نذكر المصادر والمراجع هنا مقتضبة نظرا لكثرتها : طبقات الشافعيّة ج ٦ ص ١٩١ ، شذرات الذهب ج ٤ ص ١٠ ، وفيات الأعيان ج ٣ ص ٣٥٣ ، البداية والنهاية ج ١٢ ص ١٧٣ ، الكامل لابن الأثير ج ١٠ ص ١٧٣ ، تاريخ ابن الوردي ج ٢ ص ٢١ ، المختصر لأبي الفداء ج ٢ ص ٢٣٧ ، النجوم الزاهرة ج ٩ ص ١٦٨ ، الوافي بالوفيّات ج ١ ص ٢٧٤ ، تاريخ الشعوب الإسلاميّة ص ٢٧٥ ، كما يعتبر كتاب المنقذ من الضلال سجلاّ لحياة الإمام العلميّة. بيروت ، دار الأندلس ، ١٩٦٧.