«فليمض في صلاته ويتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإنّه يوشك أن يذهب عنه» (١).
والصدوق عمل بمضمونها (٢) ، والشيخ حملها على النافلة تارة وعلى من كثر سهوه اخرى (٣).
وهي كالصحيحة إلى عبد الله بن المغيرة ، وهو ممّن أجمعت العصابة (٤) ، وهو رواها عن علي بن أبي حمزة ، والشيخ ادّعى إجماع الشيعة على العمل برواياته (٥) ، إلّا أن يقال : قوله : «يشكّ» ، فعل مضارع يفيد الاستمرار التجدّدي ، فيكون المراد كثير الشكّ ، كما نقلنا عن الشيخ.
مع أنّ قوله عليهالسلام في آخر الرواية «فإنّه يوشك أن يذهب عنه» ينادي بذلك والأخبار الاخر كاشفة عن ذلك ، وكذا الفتاوى ، وإن كان الصدوق غفل عن ذلك.
لكن ورد في أخبار كثيرة أنّ «من كثر سهوه يعدّ صلاته بالخاتم ونحوه» ، مثل رواية حبيب الخثعمي قال : شكوت إلى الصادق عليهالسلام كثرة السهو في الصلاة ، فقال : «أحص صلاتك بالحصى» ، أو قال : «احفظها بالحصى» (٦).
ورواية المغيرة أنّه قال : «لا بأس أن يعدّ الرجل صلاته بخاتمه أو بحصى يأخذ بيده فيعدّ به» (٧).
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٨٨ الحديث ٧٤٦ ، الاستبصار : ١ / ٣٧٤ الحديث ١٤٢١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٨ الحديث ١٠٤٩٨.
(٢) لاحظ! من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٠ الحديث ١٠٢٢.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٨٨ ذيل الحديث ٧٤٦ ، الاستبصار : ١ / ٣٧٤ ذيل الحديث ١٤٢١.
(٤) رجال الكشي : ٢ / ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠.
(٥) عدّة الاصول : ١ / ١٥٠.
(٦) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٤٨ الحديث ١٤٤٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٤٧ الحديث ١٠٥٥٣.
(٧) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٢٤ الحديث ٩٨٧ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٤٧ الحديث ١٠٥٥٥.