وموثّقة عمّار عنه عليهالسلام : في الرجل يكثر عليه الوهم في الصلاة فيشكّ في الركوع ، فلا يدري أركع أم لا؟ ويشكّ في السجود فلا يدري أسجد أم لا؟ فقال : «لا يسجد ولا يركع ، ويمضي في صلاته حتّى يستيقن يقينا» (١).
ومرسلة الصدوق عن الرضا عليهالسلام قال : «إذا كثر عليك السهو [في الصلاة] فامض على صلاتك [ولا تعد]» (٢).
ورواية علي بن أبي حمزة عن الكاظم عليهالسلام : عن رجل يشكّ فلا يدري أواحدة صلّى أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا تلتبس عليه صلاته ، قال : «كلّ ذا؟» ، قال : قلت : نعم ، قال : «فليمض في صلاته وليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإنّه يوشك أن يذهب عنه» (٣).
ولا يخفى أنّ مقتضى الأخبار الصحاح وغيرها عدم حكم لشكّه ، وعدم الاعتناء والبناء على وقوع المشكوك فيه ما لم يستلزم الزيادة ، فيبني على وقوع المصحّح ، كما فهمه الأصحاب ، وصرّح به جماعة منهم (٤) ، لا البناء على الأقلّ ، كما احتمله في «الذخيرة» في الصحاح منها (٥).
ومقتضاها أيضا عدم التدارك للشكّ أصلا حتّى سجدتي السهو.
فما في «المدارك» من أنّ أقصى ما تدلّ عليه الروايات وجوب المضي وعدم
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٥٣ الحديث ٦٠٤ ، الاستبصار : ١ / ٣٦٢ الحديث ١٣٧٢ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٩ الحديث ١٠٤٩٩.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٢٤ الحديث ٩٨٨ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٩ الحديث ١٠٥٠٠.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٣٠ الحديث ١٠٢٢ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٨٨ الحديث ٧٤٦ ، الاستبصار : ١ / ٣٧٤ الحديث ١٤٢١ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٢٢٨ الحديث ١٠٤٩٨.
(٤) المعتبر : ٢ / ٣٩٣ ، الروضة البهيّة : ١ / ٣٣٩ ، مدارك الأحكام : ٤ / ٢٧١.
(٥) ذخيرة المعاد : ٣٧٠.