من ذلك ، يكون تقديم العالم أيضا إكرام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمّة المعصومين عليهمالسلام.
واحتجّ آخر بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قدّموا قريشا ولا تقدموهم» (١) (٢) ، وفيه ؛ أنّه رواية غير معروفة الإسناد ، وأين هذا ممّا ورد في حقّ العلماء؟
ومن ذلك أنّ طريقة الشيعة في اصول دينهم وفروعه إيجاب تقديم الأعلم ، وأنّ تقديم غيره عليه ترجيح للمرجوح على الراجح القبيح عقلا ، ومعلوم أنّ ما هو قبيح عقلا قبيح شرعا عندهم.
ومن ذلك أيضا أنّه ورد : «نحن حجج الله على العلماء ، وهم حجج الله على الناس» (٣). إلى غير ذلك ممّا هو أعلى من ذلك.
بل ورد في المقام : أنّ «من أمّ قوما وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة» (٤) وورد : «إمام القوم وافدهم فقدّموا أفضلكم» (٥) ، فتأمّل!
بل في صحيحة زرارة عن الباقر عليهالسلام : عن الصلاة خلف العبد؟ قال : «لا بأس إذا كان فقيها ولم يكن هناك أفقه منه» (٦).
ومثلها موثّقة سماعة (٧) ، وفيهما تصريح بتقديم الأفقهيّة ، مع أنّ في الأقرئيّة ليس الأمر به استحباب وأولويّة بخلاف الأعلميّة ؛ إذ ربّما كانت المزيّة في
__________________
(١) بحار الأنوار : ٨٥ / ٦٦ ، الجامع الصغير : ٢ / ٣٨٠ الحديث ٦١٠٨ و ٦١٠٩ و ٦١١٠.
(٢) لاحظ! الحدائق الناضرة : ١١ / ٢٠١ و ٢٠٢.
(٣) كمال الدين : ٢ / ٤٨٤ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٤٠ الحديث ٣٣٤٢٤ نقل بالمعنى.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤٧ الحديث ١١٠٢ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٥٦ الحديث ١٩٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٤٦ الحديث ١٠٨٦٦.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤٧ الحديث ١١٠٠ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٤٦ الحديث ١٠٨٦٧.
(٦) الكافي : ٣ / ٣٧٥ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٢٥ الحديث ١٠٧٩٨.
(٧) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٩ الحديث ١٠١ ، الاستبصار : ١ / ٤٢٣ الحديث ١٦٣٠ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٣٢٦ الحديث ١٠٨٠٠.