وقد ورد الأخبار إلى حدّ يصل مرتبة التواتر ، أو كاد أن يصل ، موافقة للاعتبار والمشاهدة بالعيان بين الشيعة أنّ ما وافق العامّة يجب تركه وليس برشد ، بل هو غيّ باطل ، وأمثال هذه (١) ، ومدار الشيعة من زمان الصادقين عليهماالسلام إلى الآن على ذلك ، وأنّه من جراب النورة (٢).
هذا ، مع ما ورد من الأمر بأخذ ما اشتهر بين الخاصّة ، وأنّه الرشد بلا ريبة (٣) ، مع أنّ التقيّة في زمان الكاظم عليهالسلام كانت في غاية الشدّة ، بخلاف ما ورد عن الباقر عليهالسلام من الصحيحين وغيرهما ، فإنّ التقيّة في زمانه كادت أن تكون مرفوعة من جهة اشتغال بني اميّة ببني العبّاس وبالعكس.
مع أنّ جابرا بلّغ إليه سلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّه يبقر علم الدين بقرا» (٤) ، وأنّ جابرا في أكثر الأوقات كان يصل إلى خدمته ، والعامّة كانوا يقولون بحجيّة قوله (٥) عليهالسلام بزعمهم أنّه أخذ من جابر (٦) ، مضافا إلى ما ورد من أنّه عليهالسلام كان يفتي بمرّ الحق (٧) ، سيّما مع كون الراوي عنه زرارة ، وورد أنّه لم يكن أحد أصدع بالحق منه (٨) ، إلى غير ذلك ممّا ورد فيه ، هذا مضافا إلى الإجماعات المنقولة
__________________
(١) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٢) تهذيب الأحكام : ٩ / ٣٣٢ الحديث ١١٩٥ ، الاستبصار : ٤ / ١٧٤ الحديث ٦٥٧ ، وسائل الشيعة : ٢٦ / ٢٣٨ الحديث ٣٢٩١٥.
(٣) لا حظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٤) علل الشرائع : ٢٣٣ الباب ١٦٨ الحديث ١ ، الخرائج والجرائح : ١ / ٢٧٩ الحديث ١٢ ، بحار الأنوار : ٤٦ / ٢٢٥ الحديث ٤ و٥.
(٥) في (د ١) و (ك) : قول الباقر ، بدلا من : قوله.
(٦) تهذيب الكمال : ٢٦ / ١٣٧ الرقم ٥٤٧٨ ، سير أعلام النبلاء : ٤ / ٤٠١ الرقم ١٥٨.
(٧) تهذيب الأحكام : ٢ / ١٣٥ الحديث ٥٢٦ ، الاستبصار : ١ / ٢٨٥ الحديث ١٠٤٣ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٦٤ الحديث ٥١٠٨.
(٨) رجال الكشي : ١ / ٣٥٥ الرقم ٢٢٥ ، بحار الأنوار : ٧٩ / ٢٩٢ الحديث ٢٢.