وفيه
: أنّ الكلام منقولٌ إلى ما عنده من
الصورة المعقولة ، وهي صورة معقولة تقتضي مطابَقاً فيما وراءها تُطابِقه.
وقيل
: المراد بنفس الأمر نفس الشيء ، فهو من وَضْع الظاهر موضعَ الضمير ، فكون العدم ـ
مثلا ـ باطلُ الذات في نفس الأمر كونُهُ في نفسه كذلك.
وفيه
: أنّ ما لا مطابَقَ له في خارج ولا في
ذهن لا نفسيّةَ له حتّى يطابقه هو وأحكامه.
وثامناً
: أنّ الشيئيّة مساوقةٌ للوجود ، فما لا
وجودَ له لا شيئيّةَ له ، فالمعدوم من حيث هو معدوم ليس بشيء.
ونُسِبَ إلى المعتزلة أنّ للماهيّات الممكنة المعدومة
شيئيّةً في العدم ، وأنّ بين الوجود والعدم واسطةً يسمّونها «الحال» ؛ وعرَّفوها
بصفة الموجود التي ليست موجودةً ولا معدومةً كالضّاحكيّة والكاتبيّة للإنسان ، لكنّهم
ينفون الواسطة بين النفي والإثبات ، فالمنفي هو المحال ، والثابت هو الواجب والممكن
الموجود والممكن المعدوم ، والحال [هي] التي ليست بموجودة ولا معدومة.
وهذه دعاو يدفعها صريح العقل ، وهي
بالإصطلاح أشبه منها بالنظرات العلميّة ، فالصفح عن البحث فيها أولى.
وتاسعاً
: أنّ حقيقة الوجود بما هي حقيقةُ الوجود لا سببَ لها وراءها ـ أي إنّ هويّتَه
العينيّةَ التي هي لذاتها أصيلةٌ موجودةٌ طاردةٌ للعدم ، لا تتوقّف في تحقّقها
__________________