وسائر الأفراد ، أو
من جهة اندراج شيء تحتها كاندراج الأفراد تحت الأنواع والأنواع تحت الأجناس.
والوجود ـ الذي هو بذاته الحقيقة العينيّة ـ لا يقبل انطباقاً على شيء ولا
اندراجاً تحت شيء ولا صدقاً ولا حملا ولا ما يشابه هذه المعاني ، نعم مفهوم الوجود
يقبل الصدق والإشتراك كسائر المفاهيم.
ومن هنا يظهر أنّ
الوجود يساوق الشخصيّة.
ومن هنا يظهر أيضاً أنّ الوجود لا مثلَ
له ، لأنّ مثلَ
الشيء ما يشاركه في الماهيّة النوعيّة ولا ماهيّةَ نوعيّةً للوجود.
ويظهر أيضاً أنّ الوجود لا ضدَّ له لأنّ الضدّين ـ كما سيأتي ـ أمران وجوديّان متعاقبان على موضوع
واحد داخلان تحتَ جنس قريب بينهما غاية الخلاف ، والوجود لا موضوع له ولا جنس له
ولا له خلاف مع شيء.
وثالثاً
: أنّ الوجود لا يكون جزءاً لشيء ، لأنّ
الجزء الآخر والكلّ المركّب منهما إن كانا هما الوجود بعينه فلا معنى لكون الشيء
جزءاً لنفسه ، وإن كان أحدهما أو كلاهما غير الوجود كان باطلَ الذات ، إذ لا أصيل
غير الوجود ، فلا تركيب .
وبهذا البيان يثبت أنّ الوجود لا جزءَ
له ، ويتبيّن
أيضاً أنّ الوجود بسيط في ذاته.
ورابعاً
: أنّ ما يلحق الوجود حقيقةً من الصفات
والمحمولات اُمور غيرُ خارجة عن ذاته ، إذ لو كانت خارجةً كانت باطلةً.
وخامساً
: أنّ للموجود من حيث إتّصافه بالوجود
نحو إنقسام إلى ما بالذات وما بالعرض ، فالوجود موجودٌ بالذات بمعنى أنّه عين نفسه
، والماهيّة موجودةٌ بالعرض ، أي أنّها ليست [متصفةً] بالوجود بالنظر إلى نفس
ذاتها وإن كانت
__________________