عند من يثبت عالَماً
مقداريّاً مجرّداً له آثار المادّة دون نفس المادّة .
الثاني
: أنّ العدد لا تضادّ فيه ، لأنّ من شروط
التضادّ غاية الخلاف بين المتضادّين ، وليست بين عددين غاية الخلاف ، إذ كلّ
مرتبتَيْن مفروضتَيْن من العدد فإنّ الأكثر منهما يزيد بعداً من الأقلّ باضافةِ
واحد عليه .
وأمّا الإحتجاج عليه : بأنّ كلّ مرتبة من العدد متقوّم بما
هو دونه ، والضدّ لا يتقوّم بالضدّ.
ففيه : أنّ المرتبة من العدد لو تركّبت ممّا
دونها من المراتب كانت المراتب التي تحتها في جواز تقويمها على السواء ، كالعشرة ـ
مثلا ـ يجوز فرض تركّبها من تسعة وواحدة ، وثمانية وإثنين ، وسبعة وثلاثة ، وستّة
وأربعة ، وخمسة وخمسة ، وتعيُّن بعضها للجزئيّة ترجٌّحٌ بلا مرجِّح ، وهو محالٌ.
وقول الرياضيّين : «إنّ العشرة مجموع
الثمانية والإثنين»
، معناه مساواة مرتبة من العدد لمرتبتَيْن ، لا كونُ المرتبة ـ وهي نوعٌ واحدٌ ـ
عين المرتبتَيْن ـ وهما نوعان إثنان ـ.
ونظير الكلام يجري في الكمّ المتّصل
مطلقاً.
وكذا لا يضادّ الجسم التعليميّ سطحاً
ولا خطّاً ، ولا سطحٌ خطّاً
، إذ لا
__________________