المنصوصة ، وطبيعة دعوتهم ورسالتهم كل ذلك يتناقض بصورة أساسية مع حاكمية الطّواغيت والجبابرة ، وأصحاب الأهواء والمطامع ، ولذا ... فقد كان من المألوف والطبيعي أن نجد هؤلاء القادة والطغاة والمنحرفين يبغون للأئمة والأنبياء الغوائل ، ويحاولون إطفاء نور الله ، بشتى الوسائل ومختلف الأساليب.
ولقد قتلوا بعضهم بالسيف ، كما كان الحال بالنسبة لأمير المؤمنين علي ، وولده الحسين ( صلوات الله وسلامه عليهما ) ، ومن قبلهما يحيى بن ذكريّا ، وغيره من الأنبياء ، وأوصيائهم.
وقتلوا فريقاً آخر بالسم ، كما كان الحال بالنسبة للإمام الحسن المجتبى عليهالسلام وغيره من الأئمة المعصومين ، ( صلوات الله عليهم أجمعين ). حتى إذا عجزوا عن ذلك لجأوا إلى زجهم بالسجون ، وإلحاق أنواع الأذى بهم والتضييق عليهم وعلى شيعتهم ومحبّيهم ، بكلّ قسوة وجفاء.
وإذ عرفنا ضرورة الإمامة ، وضرورة وجود الإمام في كلّ عصر وزمان. وعرفنا أيضاً السنّة الإلهيّة في طبيعة عمل الإمام في الأمّة ، فإننا نذكّر هنا بالشيء الذي تدخلت فيه الإرادة الإلهيّة واقتضته المشيئة الربانيّة وهو أن لا يزيد عدد الأئمّة الأطهار على الاثني عشر إماماً ، ولا ينقص عن عدد نقباء بني إسرائيل.
ولم تُترك هذه القضيّة للزمن ، بحيث كلّما مات إمام أو قتل ، خَلَفَهُ إمامٌ آخر ، لأن تركها إلى الزمن لسوف يزيد الأمر تعقيداً ، ويجعل الأطروحة الإلهيّة الإسلامية في معرض الخطر الأكيد ، وذلك حينما يكون ذلك سبباً في بلبلة أذهان الناس ، وتحيّرهم ، وفي ضياعهم وتمزّقهم ، ثم في ظهور الكثير من الجهالات والأباطيل باسم الدين والإسلام ، وعلى حساب الصواب والحق ..