الشريعة وتعاليمها عليه ، لم يصدر منهم آية بادرة في نطاق الاعتراض أو التشكيك في هذا الأمر الخطير والهام. كما أن الحكام الذين يرون : أن هذا الاعتقاد إنما يعني إدانة لهم ، واعتبارهم غاصبين لمواقع ليست لهم ، لم يستطيعوا أن يثيروا أية شبهة حول هذا الأمر ، فاضطروا إلى التسليم به ، والتعامل معه على أنه أمر قطعي وثابت ، كما كان الحال بالنسبة للمنصور الذي حاول الالتفاف على الموضوع بتسمية ولده بالمهدي.
لكنّه لم يفلح كما هو معروف ومشهور (١).
ومن المفيد الإلماح هنا إلى أنّ ما ورد عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وعن الأئمة الطاهرين عليهمالسلام ، من اخبارات عن أحداث مستقبلية ، وظواهر اجتماعية ، قد عُرِفَت باسم : أخبار الملاحم ، أو أخبار المنايا والبلايا ، يمكن أن يجعل ضمن دائرتين :
إحداهما : دائرة التوقيف : وما سبيله النقل عن مصدر الغيب فالنبي صلىاللهعليهوآله ينقل لنا عن جبرائيل ، عن الله ( تعالى ) ، والأئمة عليهمالسلام ينقلون لنا عن آبائهم عن النبي صلىاللهعليهوآله عن جبرائيل عن الله ( تعالى ).
وقد يعرض البداء لبعض المفردات من هذه الاخبارات ، كما سيأتي تفصيله في الفصل التالي أن شاء الله ( تعالى ).
الثانية : دائرة الخبرة : وما سبيله المعرفة الدقيقة بالظروف والأحوال ، ثم
__________________
(١) راجع كتابنا : الحياة السياسية للإمام الرضا عليهالسلام ص ٨٢ و ٨٣ ودراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج ١ ص ٤٧ / ٥٦.