من شأنه أن يحفظ المسيرة ، ويضمن سلامة الاتجاه ، مثل صفة العصمة ، والتدبير ، والحنكة ، والشجاعة ، والكرم ، وغير ذلك مما يساعده على النهوض بأعباء المسؤولية على النحو الأكمل والأفضل والأمثل.
ونلاحظ هنا : أن الأئمة : قد اهتموا بالتأكيد على هذين الركنين الذين أشرنا إليهما. حتى إن علياً عليهالسلام قد استشهد لحديث الغدير بالصحابة والبدريين منهم خاصة في أكثر من مورد ، وأكثر من مناسبة ، في رحبة الكوفة ، وفي صفين وفي الجمل ، وفي يوم الشورى ، فشهد جم غفير منهم بسماعهم ذلك مباشرة منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
كما أن الإمام الحسين عليهالسلام قد جمع الصحابة في موسم الحج ، وذكرهم بفضائل أبيه ، وبحديث الغدير ، وبأفاعيل معاوية (١).
تتبع كتب الحديث والأثر ، والتاريخ والسير يوضح هذا الإصرار منهم عليهمالسلام ، لكثرة ما روي عنهم عليهمالسلام في هذا المجال.
أما بالنسبة للعلم الخاص فإن تأكيداتهم عليه تفوق حد الحصر ، ونحن نكتفي بذكر نماذج ثلاثة ظهر فيها هذا الأمر بصورة جلية وواضحة ، وهي التالية :
وقد بلغت الاخبارات عما سيحدث ، الصادرة من قبل أمير المؤمنين
__________________
(١) راجع على سبيل المثال : كتاب الغدير ج ١ ص ١٥٩ و ٢١٣ ودلائل الصدق ، وكتابنا الحياة السياسية للإمام الحسن عليهالسلام ص ٩٠ فما بعدها.