أو نقبل ما أمرنا به ما كنّا من أصحاب السعير. قال عليه السلام : قد سمعوا وعقلوا ولكنّهم لم يطيعوا ولم يقبلوا ، والدليل على أنّهم قد سمعوا وعقلوا ولم يقبلوا قوله : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) ... (١) (٢) إلى آخره. انتهى.
يعني أنّه إذا كانوا لم يسمعوا ولم يعقلوا فلا يثبت لهم تكليف حتّى يترتّب عليه الذنب ، فإنّ ذلك من شرائط حسن التكليف ؛ كما حقّق في محلّه. ففي الاعتراف بالذنب وتقريره دلالة على تحقّق السمع والعقل ، ويرشد إليه قوله تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (٣).
ومنها : أنّ المراد : لو كنّا نعتقد ما اقتضته الأدلّة السمعيّة من الكتاب والسنّة ، وأدّت إليه الأدلّة العقليّة ، ما كنّا من أصحاب النار.
قال في الكشّاف : إنّما جمع بين السمع والعقل ، لأنّ مدار التكليف على [أدلّة] السمع والعقل (٤).
ومنها : إنّ المراد : أنّا لو كنّا ننقاد لأولياء الأمر ، وكنّا في تقليد صحيح ، أو ندرك بعقولنا ، ونميّز الحقّ من الباطل ، وكنّا محقّقين.
ومنها : ما روي من أنّ هذه الآيات نزلت في أعداء أمير المؤمنين عليه السلام ، فالمعنى : لو كنّا نسمع أو نعقل ما ورد في حقّ عليّ عليه السلام وولايته ما كنّا مخلّدين في النار.
ومنها : ما ذكره في الصافي من : أنّا لو كنّا نسمع كلام الرسل فنقبله جملة
__________________
(١) الملك : ١١.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ : ٣٧٨.
(٣) الإسراء : ١٥.
(٤) الكشّاف ٤ : ٥٧٩.