بل يشتاقون إليه ، فما الوجه فيما رواه في «الكافي» عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر : قال : لمّا أسري بالنبيّ صلّى الله عليه وآله قال : يا ربّ ، ما حال المؤمن عندك؟
قال : يا محمد ، من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة ، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ، وما تردّدت في شيء [أنا فاعله] كتردّدي في وفاة المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ، وإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلّا الغنى ، ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ... (١) إلى آخره. وقريب منه روايات اخر.
ففي رواية حمّاد بن بشير ، عن الصادق عليه السلام : وما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي عن موت المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته (٢).
وفي رواية معلّى بن خنيس عنه عليه السلام : قال الله عزّ وجلّ : من استذلّ عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة ، وما تردّدت في شيء أنا فاعله تردّدي في عبدي المؤمن ، أنا أحبّ لقاءه فيكره الموت ، فأصرفه عنه ، وإنّه ليدعوني في الأمر فأستجيب له بما هو خير له (٣). انتهى.
فهذه الروايات صريحة في أنّ المؤمن يكره الموت ، والموت لقاء الله ، فيلزم منه أنّه سبحانه يكره لقاءه ، لما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، أنّه قال : من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه (٤). وهذا
__________________
(١ و ٢) الكافي ٢ : ٣٥٢.
(٣) الكافي ٢ : ٣٥٤.
(٤) مصباح الشريعة : ١٧١.