أخريان أخريات ، وآخر مثل الأفضل الأفضلان الأفضلون والأفاضل والفضليّ والفضليان والفضليات والفضل ، فمعنى آخر في الأصل أشدّ تأخّرا ، وكان في الأصل معنى جاء زيد ورجل آخر ، رجل أشدّ تأخّرا من زيد في معنى من المعاني ، ثمّ نقل إلى معنى غير ، فمعنى رجل آخر رجل غير زيد.
ولا يستعمل إلّا فيما هو من جنس المذكور أوّلا ، فلا يقال جاء زيد وحمار آخر ولا امرأة أخرى ، إلى أن قال : ولمّا خرج آخر وسائر تصاريفه عن معنى التفضيل استعملت من دون لوازم أفضل التفضيل ، أعني «من» و «الإضافة» و «اللام» ... إلى آخره. انتهى.
وذكر أبو البقاء في كلّيّاته : إنّ معنى آخر في الأصل أشدّ تأخّرا في الذكر ، ثمّ أجري مجرى غيره.
وأمّا الآخر بكسر «الخاء» كالضارب فهو ضدّ الأوّل ، ومنه قوله : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) (١) فمؤنّثه الآخرة كالضاربة ، وقد نظم ذلك أبو البقاء بقوله :
مقابل الأوّل قل آخر |
|
كفاعل تأنيثه الآخره |
وآخر أفعل تأنيثه |
|
أخرى فهاك درّة فاخره |
والمراد بالآخرين في الآية : تابعي الصحابة وتابعي التابعين ، إلى يوم القيامة ؛ على ما قيل.
وكلمة (لما) الداخلة على المضارع تجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا ككلمة «لم» ولكنّها تفارقها في أنّ منفيها مستمرّ النفي إلى الحال ، وفي أنّ منفيها لا يكون إلّا قريبا من الحال ، وأنّ منفيها متوقّع الثبوت كما في قوله :
__________________
(١) الحديد : ٣.