وقال النبي : «أشهدتنا؟»
قال : لا يا رسول الله ، عندما تبايعتم واشتريت الفرس من الاعرابي لم أكن حاضراً ،
ولكني علمت أنك قد اشتريت ، وإذنْ أشهد عن علم ، والشهادة يجب أن تكون عن علم ، قال
خزيمة : أفنصدّقك بما جئت به من عند الله ، ولا أُصدّقك على هذا الاعرابي الخبيث؟
، قال : فعجب رسول الله وقال : «يا خزيمة شهادتك شهادة رجلين» .
من هذه القضية نفهم أن الصحابة عرفوا
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأنه لا يكذب ، ولا يدّعي مال الغير بلا دليل ، هذا صحيح ، ولا خلاف في هذا ، لكنّ
المدّعى أن النبي معصوم عن الخطأ والنسيان ، وعن السهو ، وعلى ذلك شهد خزيمة
بالامر ، أما كان خزيمة يحتمل أن رسول الله مشتبه؟ ألم يكن هذا الاحتمال ولو واحد
بالمائة احتمالاً وارداً ليمنع خزيمة من القيام بهذه الشهادة؟ لا ريب أنه كان
عالما بانّ رسول الله لا يكذب ، لا يدّعي مال الناس ، هذا واضح ، لكنْ أليس كان من
المناسب أن يتأمّل ويسأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: يا رسول الله لعلّك سهوت! لعلّك مشتبه! لعلّك نسيت! لعلّ هذا الاعرابي ليس ذلك
الاعرابي الذي تعاملت معه ، أو لعلّ هذا الفرس غير
__________________