وأعلامهم ـ في
تاريخه ما يناسب هذا الخبر ، وقال :
«إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل
الصحابة افتعلت في أيام بني اُميّة ؛ تقرّباً إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به
أنوف بني هاشم» .
وقد تجلّى «سخاء» معاوية في هذا الميدان
بوضوح ؛ فها هو ذا يبذل (للصحابي) سمرة بن جندب أربعمئة ألف درهم على أن يروي أنّ
هذه الآية :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي
قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ
لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ
الْفَسَادَ)
.
قد نزلت في علي بن أبي طالب ، وأنّ
الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي قوله تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
فروى ذلك .
وأمّا أبو هريرة فقد كافأه بولاية
المدينة ؛ لأنّه روى عن النبي صلىاللهعليهوآله
في شأن علي عليهالسلام
وبني اُميّة ما يلائم ذوق معاوية وأهدافه السياسيّة .
* * *
__________________