إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة ، وقوماً
من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليهالسلام
تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جُعلاً يرغب في مثله ، فاختلقوا
ما أرضاه. منهم ؛ أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين
عروة بن الزبير» .
وقد استعمل معاوية هؤلاء الأشخاص في
سبيل إيجاد تبرير ديني لسلطان بني اُميّة ، أو على الأقل لكبح الجماهير عن الثورة
برادع داخلي هو الدين نفسه ، يعمل مع الروادع الخارجية : التجويع ، والإرهاب ، والانشقاق
القبلي ، هذا بالإضافة إلى مهمّة أساسية أخرى ألقاها معاوية على عاتق هؤلاء
الأشخاص ، وهي اختلاق «الأحاديث» التي تتضمّن الطعن في علي عليهالسلام وأهل بيته ، ونسبتها
إلى النبي صلىاللهعليهوآله
ويوضّح لنا النصّ الآتي مدى اتّساع الشبكة التي كوّنها معاوية ، ومدى تجاوبها مع
رغباته.
كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد
عام الجماعة :
«أن برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من فضائل
أبي تراب وأهل بيته».
فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كلّ
منبر يلعنون علياً ، ويبرءون منه ... وكتب إلي عماله أن لا تقبلوا لأحد من شيعة عل
وأهل بيته شهادة. وكتب إليهم :
«أن انظروا مَنْ قبلكم من شيعة عثمان
ومحبيه ، والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم ، وقرّبوهم وأكرموهم ،
واكتبوا إليّ بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم ، واسمه ، واسم أبيه ، وعشيرته».
__________________