لقد أتيتم بها خرقاء شوهاء ، أتعجبون لو
أمطرت دماً؟!
ألا ساء ما سوّلت لكم أنفسكم أن سخط
الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتدرون أيّ كبد فريتم ، وأيّ دم سفكتم ،
وأيّ كريمة أبرزتم؟! لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاًًًً».
قال مَنْ سمعها :
«فلم أرّ والله خفرة أنطق منها ، كأنّما
تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فلا والله ما أتمّت حديثها حتّى ضجّ
الناس بالبكاء وذُهلوا ، وسقط ما في أيديهم من هول تلك المحنة الدهماء».
وتكلّمت فاطمة بنت الحسين عليهاالسلام ، فقالت في كلام
لها :
«أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر
والغدر والخيلاء ، فإنّا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا ، فكذبتمونا
وكفّرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً ، وأموالنا نهباً.
ويلكم! أترون أيّ يدٍ طاعنتنا منكم ، وأيّة
نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأيّة رجل مشيتم إلينا تبغون مُحاربتنا؟! قست قلوبكم ،
وختم على سمعكم وبصركم ، وسوّل لكم الشيطان ، وأملى لكم ، وجعل على بصركم غشاوة
فأنتم لا تهتدون.