وسعه أن يقوم بعمله
الذي قام به ليهزّ أعماق هذا المجتمع ، وليُقدّم له مثلاً أعلى طُبع في ضمائر
أفراده بدم ونار. وإذا نحن تقصّينا أسماء مَنْ قُتل مع الحسين عليهالسلام في كربلاء وجدنا
أصحابه ينتمون إلى معظم القبائل العربيّة ، فقلّ أن توجد قبيلة عربية لم يُقتل مع
الحسين عليهالسلام
منها واحد أو اثنان.
ومن هنا يمكن القول بأنّ فاجعة كربلاء
دخلت في الضمير الإسلامي آنذاك ، وانفعل بها المجتمع الإسلامي بصفة عامّة انفعالاً
عميقاً. ولقد كان هذا كفيلاً بأن يبعث في الروح النضالية الهامدة جذوة جديدة ، وأن
يبعث في الضمير الشّلو هزّة تُحييه ، وأن يبعث في النفس ما يبعثها إلى الدّفاع عن
كرامتها.
وهذه الملاحظات تجعل من المعيّن علينا
ألاّ نبحث عن نتائج ثورة الحسين عليهالسلام
فيما تعوّدناه في سائر الثورات ، وإنّما نلتمس نتائجها في الميادين التالية :
١ ـ تحطيم الإطار الديني المُزيّف الذي
كان الاُمويّون وأعوانهم يُحيطون به سلطانهم ، وفضح الرّوح اللادنية الجاهليّة
التي كانت تُوجّه الحكم الاُموي.
٢ ـ بثّ الشعور بالإثم في نفس كلّ فرد ،
وهذا الشعور الذي يتحوّل إلى نقد ذاتي من الشخص لنفسه يقوم على ضوئه موقفه من
الحياة والمجتمع.
٣ ـ خلق مناقبية جديدة للإنسان العربي
المسلم ، وفتح عيني هذا الإنسان على عوالم مضيئة باهرة.
٤ ـ بعث الرّوح النضالية في الإنسان
المسلم من أجل إرسال المجتمع على قواعد جديدة ، ومن أجل ردّ اعتباره الإنساني إليه.