قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة

ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة

ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة

تحمیل

ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة

160/229
*

وسعه أن يقوم بعمله الذي قام به ليهزّ أعماق هذا المجتمع ، وليُقدّم له مثلاً أعلى طُبع في ضمائر أفراده بدم ونار. وإذا نحن تقصّينا أسماء مَنْ قُتل مع الحسين عليه‌السلام في كربلاء وجدنا أصحابه ينتمون إلى معظم القبائل العربيّة ، فقلّ أن توجد قبيلة عربية لم يُقتل مع الحسين عليه‌السلام منها واحد أو اثنان.

ومن هنا يمكن القول بأنّ فاجعة كربلاء دخلت في الضمير الإسلامي آنذاك ، وانفعل بها المجتمع الإسلامي بصفة عامّة انفعالاً عميقاً. ولقد كان هذا كفيلاً بأن يبعث في الروح النضالية الهامدة جذوة جديدة ، وأن يبعث في الضمير الشّلو هزّة تُحييه ، وأن يبعث في النفس ما يبعثها إلى الدّفاع عن كرامتها.

وهذه الملاحظات تجعل من المعيّن علينا ألاّ نبحث عن نتائج ثورة الحسين عليه‌السلام فيما تعوّدناه في سائر الثورات ، وإنّما نلتمس نتائجها في الميادين التالية :

١ ـ تحطيم الإطار الديني المُزيّف الذي كان الاُمويّون وأعوانهم يُحيطون به سلطانهم ، وفضح الرّوح اللادنية الجاهليّة التي كانت تُوجّه الحكم الاُموي.

٢ ـ بثّ الشعور بالإثم في نفس كلّ فرد ، وهذا الشعور الذي يتحوّل إلى نقد ذاتي من الشخص لنفسه يقوم على ضوئه موقفه من الحياة والمجتمع.

٣ ـ خلق مناقبية جديدة للإنسان العربي المسلم ، وفتح عيني هذا الإنسان على عوالم مضيئة باهرة.

٤ ـ بعث الرّوح النضالية في الإنسان المسلم من أجل إرسال المجتمع على قواعد جديدة ، ومن أجل ردّ اعتباره الإنساني إليه.