وقد عجّل تلهف يزيد على أخذ البيعة له
من كبار زعماء المعارضة له ـ وعلى رأسهم الحسين عليهالسلام
ـ في تتابع الأحداث.
فقد كان أكبر همّه حين آل الأمر بعد موت
أبيه هو بيعة النفر الذين أبوا على معاوية بيعة يزيد ، فكتب إلى الوليد بن عتبة
والي المدينة كتاباً يُخبره فيه بموت معاوية ، وكتاباً آخر جاء فيه :
«أمّا بعد ، فخذ حسيناً ، وعبد الله بن
عمر ، وابن الزبير بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة حتّى يبايعوا ، والسّلام» .
ولقد آثر الحسين عليهالسلام أن يتخلّص من
الوليد بالحُسنى حين دعاه إلى البيعة ، فقال له :
«مثلي لا يبايع سرّاً ، ولا يجتزئ بها
منّي سرّاً ، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً».
ولكن مروان قال للوليد :
«لئن فارقك الساعة ولم يُبايع لا قدرت
منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ، ولكن احبسه فإن بايع وإلاّ
ضربت عنقه».
فوثب الحسين عليهالسلام عند ذلك ، وقال :
«ويلي عليك يابن الزرقاء! أنت تأمر بضرب
عُنقي؟ كذبت ولؤمت» .
__________________