وقد عجّل تلهف يزيد على أخذ البيعة له من كبار زعماء المعارضة له ـ وعلى رأسهم الحسين عليهالسلام ـ في تتابع الأحداث.
فقد كان أكبر همّه حين آل الأمر بعد موت أبيه هو بيعة النفر الذين أبوا على معاوية بيعة يزيد ، فكتب إلى الوليد بن عتبة والي المدينة كتاباً يُخبره فيه بموت معاوية ، وكتاباً آخر جاء فيه :
«أمّا بعد ، فخذ حسيناً ، وعبد الله بن عمر ، وابن الزبير بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة حتّى يبايعوا ، والسّلام» (١).
ولقد آثر الحسين عليهالسلام أن يتخلّص من الوليد بالحُسنى حين دعاه إلى البيعة ، فقال له :
«مثلي لا يبايع سرّاً ، ولا يجتزئ بها منّي سرّاً ، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً».
ولكن مروان قال للوليد :
«لئن فارقك الساعة ولم يُبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه ، ولكن احبسه فإن بايع وإلاّ ضربت عنقه».
فوثب الحسين عليهالسلام عند ذلك ، وقال :
«ويلي عليك يابن الزرقاء! أنت تأمر بضرب عُنقي؟ كذبت ولؤمت» (٢).
__________________
(١) ابن الأثير : الكامل ٣ / ٢٦٣ ، والبلاذري ٤ / قسم ثان / ١٢.
(٢) البلاذري كالسابق : ١٥.