فقد آثر أن يعدّ
مجتمع العراق للثورة ، ويعبّئه لها بدل أن يحمله على القيام بها الآن.
كان هذا رأيه في حياة أخيه الإمام الحسن
عليهالسلام
، فقد قال لعلي بن محمد بن بشير الهمداني حين فاوضه في الثورة بعد أن يئس من
استجابة الإمام الحسن عليهالسلام
:
«صدق أبو محمد ، فليكن كلّ رجل منكم
حلساً من إحلاس بيته ما دام هذا الإنسان
حيّاً» .
يعني معاوية بن أبي سفيان.
وكان هذا رأيه بعد وفاة الإمام الحسن عليهالسلام ، فقد كتب إليه أهل
العراق يسألونه أن يجيبهم إلى الثورة على معاوية ، ولكنّه لم يجيبهم إلى ذلك ،
وكتب إليهم :
«أمّا أخي ، فأرجو أن يكون الله قد
وفّقه وسدّده فيما يأتي ، وأمّا أنا فليس رأي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله
بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا من الظنّة ما دام معاوية حيّاً» .
وإذاً ، فقد كان رأي الحسين عليهالسلام ألاّ يثور في عهد
معاوية ، وهو يأمر أصحابه بأن يخلدوا إلى السكون والهدوء ، وأن يبعدوا عن الشبهات.
وهذا يوحي لنا بأنّ حركة منظمة كانت تعمل ضدّ الحكم الاُموي في ذلك الحين ، وأنّ
دُعاتها هم هؤلاء الأتباع القليلون المخلصون الذين ضنّ بهم الحسن عليهالسلام عن القتل فصالح
معاوية ، وأنّ مهمّة هؤلاء كانت بعث روح الثورة في النفوس
__________________