فقال القاسم : لا جزاك الله خيرا تدَّعي الاسلام وآل رسول الله عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم فوقف هنيئهة فما رأى احدا يقدم اليه فرجع الى الخيمة فسمع صوت ابنة عمه تبكي فقال لها : ها انا جئتك فنهضت قائمة على قدميها وقالت : مرحبا بالعزيز الحمد لله الذي اراني وجهك قبل الموت فنزل القاسم الى الخيمة وقال : يا بنت العم مالي اصطبار ان اجلس والكفار يطلبون المبارزة فودعها وخرج وركب جواده وحماه في حومة الميدان ثم طلب المبارزة فجاء اليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم وكان له اربعة اولاد مقتولين على يدي القاسم فضرب القاسم فرسه بسوط وعاد يقتل الفرسان الى ان ضعفت قوته فهم بالرجوع الى الخيمة واذا بالأزرق الشامي قد قطع عليه الطريق وعارضه فضربه القاسم على أم رأسه فقتله وسار القاسم الى الحسين وقال : يا عماه العطش العطش ادركني بشربة من الماء فصبره الحسين عليهالسلام واعطاه خاتمه وقال حطّه في فمك ومصّه ، قال القاسم : فلما وضعته في فمي كأنه عين ماء فأرتويت وانقلب الى الميدان ثم جعل همّته على حامل اللواء واراد قتله فاحاطوا به بالنبل وكان غلاما صغيرا لم يبلغ الحلم وهو يرتجز ويقول :
ان تنكروني فانا ابن الحسن |
|
سبط النبي المصطفى والمؤتمن |