الحسين (عليه السّلام) : «هيهات يابن عمر! إنّ القوم لا يتركوني وإن أصابوني ، وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتّى اُبايع وأنا كاره أو يقتلوني. أما تعلم يا عبد الله أنّ من هوان الدنيا على الله تعالى أنّه اُتي برأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل؟! أما تعلم يا أبا عبد الرحمان أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلّهم كأنّهم لم يصنعوا شيئاً ، فلم يعجّل الله عليهم ، بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر؟! اتق الله يا أبا عبد الرحمان ولا تدعن نصرتي» (١).
ثمّ إنّه (عليه السّلام) أمر إخوته وأولاده وبني أعمامه وأصحابه أن يسيروا بالظعائن والحريم ، وذلك في يوم الثلاثاء أو الأربعاء ، يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجّة سنة ٦٠ هـ ، فاعترضته رسل عمرو بن سعيد أمير الحجاز من قبل يزيد ليردّوه ويمنعونه من المسير إلى العراق ، فتدافع الفريقان وتضاربا بالسياط ، وامتنع الحسين وأصحابه فنادوه : يا حسين ، ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الأمّة؟ فتلا الحسين (عليه السّلام) قول الله
__________________
(١) أعيان الشيعة ج ٤ ص ٢١٢ ، القسم الأول ، كتاب الفتوح ج ٥ ص ٣٨ ، ٤٢ ، حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ص ٣٢٠.