فأذن (عليه السّلام) عندئذ لأصحابه بالقتال قائلاً : «قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بدّ منه ؛ فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم».
فسمع الأصحاب مقالة الحسين (عليه السّلام) ، ففرحوا واستبشروا بما سيلاقون من النعيم الأبدي ، ومن رضا الله ورضوانه ونعمائه كما كان أصحاب جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يتمنّون الشهادة في سبيله ، فحملوا بقلّتهم على العدو بكثرته.
١٠٣ ـ العدو يطلب الإمداد لشجاعة أصحاب الحسين (عليه السّلام) :
ولمّا حمل أصحاب الحسين (عليه السّلام) بقلّة عددهم وقوّة إيمانهم على الجيش الاُموي الكثير في عدده وعدّته ، والجبان في ضميره ونفسه ، فقاتلوا قتال الأبطال حتّى أكثروا القتل في معسكر عمر بن سعد ، وما حملوا على جانب من جوانب الجيش الاُموي إلاّ وكشفوه ؛ ممّا دعا عزرة بن قيس ـ آمر الخيّالة ـ أن يستنجد بقائد الجيش عمر بن سعد ليمده بالرجال والرماة ، قائلاً له : أما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه