بفسطاطه وثقله ورحله فحوّل إلى الحسين (عليه السّلام) ، وقال لأصحابه : «مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني ، وإلاّ فهو آخر عهد منّي». ثمّ قال : «سأحدثكم حديثاً ؛ إنّا غزونا بلنجر ، وهي بلدة في بلاد الخزر ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ففرحنا ، فقال لنا سلمان الباهلي : إذا أدركتم قتال شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم» (١).
ثمّ قال لزوجته : أنت طالق ، الحقي بأهلك ؛ فإنّي لا أحبّ أن يصيبك بسببي إلاّ خيراً لأنّي أفديه بروحي ، وأقيه بنفسي. وسلّمها إلى بني عمومتها ، فقالت له : خار الله لك! أسألك أن تذكرني يوم القيامة عند جدّ الحسين. فلزم الحسين (عليه السّلام) حتّى قُتل.
٣٦ ـ منطقة الثعلبية :
ثمّ إنّه (عليه السّلام) أخذ يسير بركبه حتّى مرّ بمنطقة الخزيمية ، فأقام بها يوماً وليلة ، فجاءته أخته زينب (عليه السّلام) وقالت له : سمعت هاتفاً يهتف ويقول :
ألا يا عينُ فاحتفلي بجهدِ ومَنْ يبكي على الشهداءِ بعدي على قومٍ تسوقهمُ المنايا بمقدارٍ إلى إنجازِ وعدِ
__________________
(١) الطبري ج ٤ ص ٢٩١.