أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته. السّلام عليك يا أبا عبد الله ، اُشهد الله أنّي على هديك وهدي أبيك (١).
ثمّ هجم على الأعداء كأنّه الليث. كان أشجع الناس ، فنادى رجل من جيش العدو : أيّها الناس ، هذا أسد الأسود ، هذا ابن أبي شبيب ، لا يخرجنّ إليه أحد منكم.
عابس ينادي : ألا رجل لرجل؟ فتحاشى الرجال عن مبارزته ، فنادى عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كلّ جانب ، ثمّ شدّ على القوم وهو يكرد (٢) أكثر من مئتين حتّى قُتل ، وتنازعوا في قتله ، وكلّ يقول : أنا قتلته. فقال عمر بن سعد : هذا لم يقتله سنان واحد.
١١٠ ـ وفاء وعطف في معركة :
جون مولى أبي ذرّ الغفاري ، كان من الأشخاص الذين اتّبعوا الحسين (عليه السّلام) طلباً للرزق والعافية ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٨.
(٢) الكرد : هو الطرد.
(٣) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٨ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣١٢.