وهد الباطل ، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل ، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونصرته. والله ، لا يقصّر أحد عن نصرته إلاّ أورثه الله تعالى الذلّ في ولده ، والقلّة في عشيرته. وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ، وأدرعت لها بدرعها. مَنْ لم يُقتل يمت ، ومَنْ يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب» (١).
فأجابته بنو حنظلة بقولها : «يا أبا خالد ، نحن نبل كنانتك ، وفرسان عشيرتك ، إن رميت بنا أصبت ، وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض والله غمرة إلاّ خضناها ، ولا تلقى والله شدّة إلاّ لقيناها ، ننصرك والله بأسيافنا ، ونقيك بأبداننا إذا شئت». ثم تكلّم بنو سعد بن يزيد ، فقالوا : «يا أبا خالد ، إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال ، فحمدنا رأيه ، وبقي عزّنا فينا ، فأمهلنا نراجع الرأي ونحسن المشهورة».
فقال يزيد بن مسعود : «والله يا بني سعد ، لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبداً ، ولا زال سيفكم فيكم.
ثمّ قالت بنو عامر بن تميم : يا أبا خالد ، نحن بنو أبيك
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ١٦١.